يتناول هذا البحث باختصار واحدة من أهم الإشكاليات التي تطرح في الدراسات الأثرية المتعلقة بالآثار الإسلامية وهو: الأصول المعمارية للمحراب في العمارة الإسلامية، حيث عرف هذا الموضوع منذ فترة طويلة انقسامات حادة بين من يرى بأن هذا العنصر جاء نتيجة مباشرة لتأثر المسلمين بما هو موجود في الكنائس المسيحية وبين من يعارض بشدة هذا الرأي ويرى بأن المحراب هو إبداع إسلامي خالص جاء ليلبي حاجيات المسلمين عند ممارستهم لواحدة من أهم شعائرهم داخل المساجد وهي الصلاة، وإن كنا نلاحظ اختلاف كبير حتى بين أفراد هذا الرأي الأخير عند نقاشهم حول الوظيفة التي أريد للمحراب أن يؤديها في المسجد. ونتتبع هذا النقاش بداية من التعريف اللغوي للكلمة في العصور الجاهلية ثم في القرآن الكريم وكتب السيرة والحديث والتي لم يكن في أي منها معنى لكلمة “محراب” مطابق لما هو معروف عندنا اليوم من الناحية الاصطلاحية، وفي صلب النقاش حول الأصول المعمارية لهذا العنصر يبرز رأي مجموعة من المستشرقين الذين يقدمون مقارنات معمارية بين عنصري المحراب في المسجد وفي الكنيسة ومعتمدين أيضا على مجموعة من الروايات التاريخية وما جاء في كتب السيرة والفقه خالصين إلى أن المحراب قد جاء نتيجة لتأثر المسلمين بالكنائس المسيحية، وردا على هذا الرأي نبرز أراء باحثين آخرين بما فيهم مستشرقين تعارض هذا الطرح وتسعى لتقديم الأدلة الأثرية والعلمية الكافية لنفيه ولإثبات أن هذا العنصر هو ابتكار إسلامي خالص
نعناعة, توامة. “جدلية الأصول المعمارية لعنصر المحراب في العمارة الإسلامية.” مجلة العلوم الاجتماعية و الانسانية 6, no. 11 (2016): 123-149.
I agree to the terms outlined below:
You agree to upload and assign Mosqpedia Database the rights to use the content worldwide and in perpetuity across all current and future media platforms. Mosqpedia Database may edit, copy, adapt and translate your contribution.
The content will be distributed under the Creative Commons Attribution-Deed – Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International – Creative Commons
All data will be stored in line with data protection regulations.