القيم الجمالية و هندسة العمارة في مسجد قبة الصخرة المشرفة و سبل الاستفادة منها في العمارة المعاصرة: دراسة نقدية وتحليلية

هذه دراسة لتكوين شارع مملوكي. الشارع المعني هو الشارع الممتد شرقًا ثم جنوبًا من باب زويلة، البوابة الجنوبية الكبرى للقاهرة الفاطمية. عُرفت امتداداته الأولى اليوم وفي العصر المملوكي باسم درب العمار، مع أن معظمه لا يُعرف بهذا الاسم، بل باسم التبانة وشارع باب الوزير.

لم يكن للشارع سببٌ لوجوده قبل بناء القلعة خارج المدينة الفاطمية، وكان أحد أهداف هذه الدراسة تحديد التسلسل الزمني لما بُني عليه الشارع قدر الإمكان أثناء تشكله. كما كان من أهدافها معرفة كيفية تفاعل المباني التي نعيد بناءه من خلالها مع الشارع ومع مجتمعاته، مع نشأة الشارع. كما تُوثق الدراسة، بالطبع، ما حدث في المباني المدروسة.

تضم هذه المباني جميع الآثار الباقية، بالإضافة إلى حوالي سبعة عشر مبنى مفقودًا، ولكنها موصوفة في المصادر. استند المشروع في المقام الأول على دراسة منهجية لكتاب خُطاط المقريزي؛ كما تم الرجوع إلى كتاب سلوك المقريزي، وكتاب بدائع الزهور لابن إياس، وكتاب نجوم ابن تغريبردي. يقدم الفصل الأول رواية المقريزي لتطور المنطقة الواقعة جنوب وجنوب شرق القاهرة، وذلك لفهم بدايات الشارع. يقدم الفصل الثاني مسحًا تفصيليًا لجميع المؤسسات أو المعالم الموثقة في الشارع، بدءًا من نهاية باب زويلة. يتم تقديم كل ما استطعت العثور عليه عن الراعي وأساس كل معلم، ويتم توثيق الوظائف والميزات الرئيسية لخطة المبنى. كما يتم تحليل الطرق التي أثر بها المبنى على الشارع، سواء من حيث مخطط الشارع، وفي ثلاثة أبعاد بدلاً من بعدين، على المناظر الطبيعية ومجتمع الشارع. يُحلل الفصل الثالث نتائج الفصل الثاني، ويُقدم استنتاجات حول (1) التسلسل الزمني وديناميكية التطور، (2) رواد الشارع ووظائفهم، و(3) المسألة المهمة المتمثلة في مدى تمتع هذا الشارع بدور وهوية احتفالية رسمية و/أو شعبية في العصر المملوكي. تتبع الدراسة تقليدًا عريقًا من الدراسات الطبوغرافية للقاهرة المملوكية التي أُجريت في الجامعة الأمريكية بالقاهرة. مع ذلك، لم تُدرس منطقة درب العمار من قبل. كان السؤال الذي كان من المفترض أن تُجيب عليه الدراسة منذ البداية هو ما إذا كان شارع درب العمار شريانًا حقيقيًا للمدينة المملوكية. أظهر بحثي أنه لم يكن كذلك تمامًا، وأنه كان دائمًا تابعًا للشارع الرئيسي الجنوبي، وبالتأكيد تابعًا أيضًا من الناحية الأثرية لشارع الصليبة. ومع ذلك، فهو شارع رائع، ويُظهر لنا بوضوح كيف كانت الأجزاء المتفرقة من المدينة المملوكية تترابط مع بعضها البعض بحلول القرن الخامس عشر لتُشكل كلًا عضويًا.